كشف الدبلوماسي المقرب من وزارة الخارجية الروسية، رامي الشاعر، عن نداء وجهه نظام الأسد إلى روسيا، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط، نتيجة الضربات التي تلقاها حينها على يد الثوار السوريين.
وقال الشاعر في مقال نُشر بصحيفة "زافترا" الروسية: "بهذا الصدد، يستحق الكشف عن رسالة وصلت في الساعة 16:56 بتاريخ 24 (تشرين الثاني) نوفمبر عام 2013".
وجاء في الرسالة التي بعثها نظام الأسد إلى روسيا: "لقد قدمنا الأسلحة الكيميائية للمجتمع الدولي، واضعين ثقتنا بأن تقدّم روسيا البدائل اللازمة لمواجهة العدوان الإرهابي على وطننا".
وتابعت الرسالة "الأمور حالياً تشير إلى انهيار مفاجئ محتمل خلال أيام معدودة، بعد خسارتنا بالأمس أكبر خمس بلدات في الغوطة، ووصول المسلّحين إلى مسافة ثلاثة كيلومترات من مطار دمشق الدولي، وقطعهم طريق دمشق حمص الدولي، بعد احتلالهم مدينة دير عطية، ونفاذ قدرتنا البشرية والنارية. لهذا فإن هناك ضرورة ماسة جداً للتدخل العسكري المباشر من قبل روسيا، وإلا سقطت سوريا والعالم المدني بأسره بيد الإرهابيين الإسلاميين".
وأضاف الشاعر: "هكذا كان الوضع في سوريا عشية اتخاذ موسكو قرار التدخل العسكري، وبينما كان هناك دور لكل من إيران وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية آنذاك في محاربة الإرهابيين، كان على روسيا أن تبدأ مباشرة، عقب تدخلها العسكري المباشر، في التنسيق مع تركيا وإيران، وإنشاء قناة اتصال عسكرية مع القوات الأمريكية الموجودة على الأرض في سوريا".
وأردف "تشكّلت حينها مجموعة أستانا، وشاركت أيضاً أطراف معنية أخرى في مجموعة أصدقاء سوريا الدولية، والتي كانت تشارك فيها أيضاً إيران إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وغيرهم".
اقرأ أيضاً: حيل قديمة على المعابر.. ورسائل روسية تبين حظوظ الأسد بالانتخابات الرئاسية
وأكمل: "حتى جاءت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وأوقفت مشاركتها في هذه المجموعة على مستوى الرؤساء، وبقيت هذه المجموعة تعمل في جنيف، على مجموعتين، إحداهما مختصّة بقضية اللاجئين، والأخرى بالقضايا الإنسانية والمساعدات الاقتصادية، التي أعاقها قانون "قيصر".
ورأى الشاعر أن المراهنين على أدوار أو صفقات أخرى، مثل التطبيع مع إسرائيل، وغيرها من الأفكار "خارج الصندوق"، وكذلك من يظن أن الوضع سيبقى على ما هو عليه، أو لا زال يفكّر في حلول عسكرية، "كل هؤلاء واهمون".
وخلص الدبلوماسي إلى أنه "لن يكون هناك حل للأزمة السورية سوى من خلال المسارات المعروفة لحل الأزمة السورية بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، واجتماعات اللجنة الدستورية، ومسار أستانا، وبدعم من المجتمع الدولي".
شاهد إصداراتنا: